مكان مخصص للإعلانات

أخبار


 اليهود المغارب


سلام الله عليكم ,
لقد سمعت خبرا بالامس مفاده ان اسرائيل تريد تهجير حوالي 2000 يهودي مغربي و تونسي الى اسرائيل .القارىء للخبر يعتقد انه ليس هناك من يهود مغاربة او تونسيين موجودين اصلا داخل اسرائيل و هم اكثر تعصبا من غيرهم من اليهود من اصول اوروبية .
حسنا لنرجع الى التاريخ و نذكر ببعض الحقائق حتى لا ننجر وراء الدعايات الكاذبة و الملفقة .
ان من اكثر ما عانت منه القضية الفلسيطينة هي الخناجر المسمومة التي كانت تغرس في ظهرها و من اهمها تهجير اليهود العرب الى فلسطين و بموافقة عربية و اسلامية .
فقد وافق الملك المغربي الراحل محمد الخامس على تهجير عدد مهم من اليهود المغاربة الى اسرائيل و ذلك في اواخر الخمسينيات و اتم المهمة بعده الملك الراحل الحسن الثاني فتم ترحيل اكثر من 262 ألف يهودي مغربي من 300.000 كانوا يعيشون في المغرب و ذلك بحلول سنة 1962. اما البقية فمنهم من رحل الى الولايات المتحدة و منهم من رحل الى دول اوروبية و خاصة فرنسا و اشهرهم المعارض المغربي اليهودي الاصل ابراهيم السرفاتي الذي عاد قبل سنتين الى المغرب مع عائلته بعد صدور عفو ملكي اثر تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم .
و ظل عدد قليل قدر بنحو 2% من مجموع سكان المغرب هم فقط من اليهود و هؤلاء في معظمهم رجال أعمال و لهم شركات و هم شخصيات معروفة في المجتمع المغربي .بمعنى ان من بقي في المغرب هم معدودون على اصابع اليد و هم اغنياء جدا و لا اعتقد انهم يرحلون الى اسرائيل و في ظل هذه الاوضاع .
 اليهود المغارب
المهم لنعد الى موضوعنا و الخاص بقضية ترحيل اليهود من المغرب الى اسرائيل بحلول سنة 1962 . العملية في حد ذاتها خيانة للامة و تآمر مع الوكالات اليهودية ضد فلسطين الحبيبة .فهؤلاء الذين هاجروا الى فلسطين استحوذوا على اراض كانت تابعة لاخوتنا والذين هم الان اما في مخيمات قذرة في لبنان او مشتتون في الداخل او في بقية الدول العربية و العالم .
توضحت فصول المؤامرة حين نشر كاتب بريطاني يدعى ستيفن هيوز Stephen Hughes كتابا تحت عنوان " المغرب تحت حكم الحسن الثاني " .و في هذا الكتاب تحدث الكاتب و بتفصيل عن الصفقة القذرة .فقد دفعت و حسب الكاتب المنظمات الصهيونية مبلغ 250$ مقابل اليهودي الواحد و شارك في العملية رموز من حزب الاستقلال حصلوا على عمولاتهم هم و اهمهم وزير التربية أنذاك . ففي احد فنادق جنيف في سويسرا في خريف سنة 1961 تسلم الوزير مبلغ 500.000$ cash من عميل للموساد يدعى أليكس غاتمون Alex Gattmon و هو الذي كان يدير أحد مكاتب الموساد في الدارالبيضاء تحت غطاء رجل اعمال بريطاني سمي بجورج سيليرز George Sellers .
و من الوعود التي قطعت للملك بسبب تآمره معهم حصوله على امتيازات عديدة من مشاريع امريكية و مساعدة مستمرة للمخابرات الامريكية و الموساد لبقاء حكمه و هو الامر الذي برز بشكل واضح من خلال تصفية العديد من المناضلين و رموز المعارضة ابرزهم اغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة و هو كان مدرسا للملك في صباه .و افشال محاولتين انقلابيتين في الصخيرات و تمارة في اوائل السبعينات .
 اليهود المغارب
هذا ليس كلامي و لو ان عندي مصادر اخرى الا ان ابرزها في نظري هذا الكتاب و كتاب آخر لكاتب فرنسي يدعى Jean Daniel تحت عنوان " mon ami le roi " ( صديقي الملك ) و الكتاب ممنوع في المغرب الى يومنا هذا للكم الهائل من المعلومات الموجودة داخله .هناك حكم بخمس سنين لمن يضبط معه هذا الكتاب و هو ايضا يتحدث بالتفصيل الممل عن علاقة الملك باليهود .اما كتابات الصحفي المصري هيكل فتنقصها الدقة و الصراحة التامة و هي في معظمها مستقاة من هذه الكتب .
بخصوص تونس فقد هجر معظم يهودها بمساعدة من اكثر الزعماء العرب حقدا على الاسلام و هو بورقيبة .فيكفي قراءة بسيطة لتاريخ هذا الرجل و يكفي معرفة ان اول من سن قوانين تخالف صراحة الدين و تعارضها هو هذا الانسان و لعل في موته عبرة لمن يعتبر فقد فقد تقريبا عقله منذ اواخر الثمانينات و دخل مستشفى للمجانين منذ ذلك الوقت و ترك مهملا في احد غرفها الى ان توفي في سنة 1999 و قد رايت صورته قبل موته باسابيع فكانت و الله صورة مقززة لرجل حارب الاسلام جهارا و حول تونس من بلد مسلم الى بلد علماني العن من تركيا زعيمة العلمانية في بلاد الاسلام .
ارجو ان اكون قد وضحت هذا الامر قليلا .
تحياتي للجميع
منقول
اقراء المزيد